إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
الجهل وآثاره
16758 مشاهدة
المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلى الله على النبي المكرم، وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد:
فقد كنت ألقيت محاضرة في إسكان الحرس الوطني، وكان الحاضرون غالبا من العامة وكبار الأسنان، فتكلمت عن الجهل وآثاره السيئة مما يناسب المخاطبين، واقتصرت على النتائج المشاهدة الناتجة عن الجهل بالله -تعالى- وعظمته وحدوده ووعده ووعيده، وعن إزالة الجهل ووسائل التعليم القديمة والحديثة، ثم إنها سجلت وما معها من الأسئلة والأجوبة؛ فنسخها الأخ طارق بن محمد الخويطر، ورغب في نشرها لتعم الفائدة، وبعد عرضها علي صححت الأخطاء التي نتجت عن الارتجال وعدم التركيز، وحذفت التكرار وأذنت في نشرها رجاء أن ينفع الله بها من أراد به خيرا، ولم أتكلم فيها عن الجهل البسيط والجهل المركب، ولا عن فضل العلم وأهله وحق حملته ونحو ذلك مما لا مناسبة له إذ ذاك، وبكل حال فالإعراض عن التعلم والإكباب على اللهو واللعب، والانهماك في الملذات والشهوات، والانشغال بالدنيا وبحظوظ النفس كل هذا ونحوه سبب قوي لما وقع فيه الجمع الغفير من المخالفات، واقتراف المحرمات، والتخلف عن الجمع والجماعات، وتعاطي المسكرات والمخدرات، فإنهم لو تعلموا وتفقهوا لعرفوا سوء عاقبة هذه الأشياء، وشين مغبتها فلعلهم أن يراجعوا أنفسهم، ويفيقوا من غفلتهم ليعرفوا ويعترفوا بخطئهم؛ فيتوبوا إلى ربهم، ويقلعوا عن المحرمات، ويحافظوا على الصلوات، والله يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
في 16-1-1415 هـ .
كتبه
عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين